أما نظرة ابن خلدون إلى المدينة
فهي أنها ذلك التجمع الكبير الذي يأخذه الحاكم مقراً له. فيزيد ذلك من عمرانها.
ويؤهلها لتكون المدينة التي تجمع كل المواصفات التي تؤمّن الاستقرار والرفاه لساكنيها. ومنشأ الصنائع والفنون ومركز التبادل التجاري وموئل الفقه والأدب ومجال اختطاط الشوارع والحارات.
والتميز في الأبنية والقصور الدالّة على السعة في العيش والغنى.كل هذه المواصفات لم تكن أكثر من تحديد ميزة المدينة عن.
غيرها من التجمعات الريفية. باعتبارها إلتقاء فطرة الناس ومصالحهم في الاجتماع.
مع ما يعطيه من أسباب الحياة التي تنتقل بالاستمرار الملازم للعيش من الضروري إلى الكمالي. حتى يصير الكمالي ضرورياً ليحلّالمدينة الإسلامية والعربيةمن المهم في هذا الكلام الذي يعطي للمدينة العربية ميزاتها. المخصوصة المختلفة عن المدينة الغربية.
إذ هؤلاء لم يلحظوا في كتاباتهم. حتى الفقهية منها أن المدينة التي يقصدون هي مدينة إسلامية أو اجتماع اسلامي. أو مدينة مسلمة توصيف المدينة أو تعريفها. أو إبراز مقوماتها ما هي حسب هؤلاء.
وحتى الفقيه الماوردي منهم. إلا مدينةٌ إنسانية عليها أن تؤمّن لساكنيها الظروف المناسبة للحياة.
ويأتي الدين والممارسة الدينية وأماكنها
بعد ذلك باعتبارها تحصيلَ حاصل يقول ذلك خالد زيادة. ليصل إلى أن مصطلح المدينة الاسلامية ما هو إلا من صنع المستشرقين. ليقوموا من بعد بالمقارنة بين هذه المدينة الثابتة في مواصفاتها. حسب تقديرهم والمدينةِ الغربية النموذج والمعيار ويخلص زيادة إلى القول في هذه المسألة أن الفارق أساسي بين نظرة المستشرق.
وهنا يركز زيادة باستحضاره ما ذكره لابيدوس
بأن نشأة المدينة المسلمة أو العربية كان يقوم على تعاون بين الفئات المتقدمة فيها. إن كانوا من العسكر. أو العلماء أو الأعيان وعادة ما يكون العسكر هم الذين يتسلمون زمام الأمور في الحكم.
بالتعاون إما مع الأعيان أو العلماء من خلال نفوذهم أولاً. ومن خلال صلتهم المباشرة مع عامة الناس.
من أجل إضفاء المزيد من الاستقرار والسكينة اللتين تريحان أهل السلطة.في هذه المناسبة. رأيت من الأنسب إبراز نمط الحكم المملوكي.
في القاهرة على الخصوص. كمثال إذ أمسك المماليك بالسلطة السياسية والحكم. وأقصوا ما يمكن أن ينافسهم فيهما. من العرب على الخصوص.
من خلال إطلاق أيديهم في كل ما له علاقة بالدين والشريعة. إن كان في تسلم وإدارة الأوقاف أو المعاهد الدينية. أو في إطلاق يد المذاهب الأربعة في التشريع. والخلاصة إطلاق أيدي العرب في كل ما له علاقة في شؤون المجتمع.
وترك الأمور السياسية وشؤون الحكم إلى أهلها. وهم هنا المماليك غير العرب بالطبع.هنا أيضاً.
يستنتج زيادة ملاحظة في غاية الأهمية مستخلصة مما قاله لابيدوس في هذا الصدد. وهي « أن المماليك لم يحكموا سوى مناطق ناطقة بالعربية. في مصر وبر الشام.
وفي تلك المرحلة نما شعور مبكّر لدى العلماء بالعروبة التي أصبحت منذ ذلك الوقت هوية المدن. مثل القاهرة ودمشق وحلب. والدليل على وحدتها » (ص39) المدينة كيان حي مستمر متواصل بأحداثه وشخوصه في الأمكنة والأزمنة.
في استمرارية أوسع بكثير من مبانيها. وشوارعها وجدرانها وعناصرها تتمثل هوية المدينة في وجوهها وصورها المتعددة.
ما بين صورها المادية المرئية وصورها الذهنية المتولدة عن الانطباعات الذهنية لها. ووجوه وصور أخرى عديدة مثل وجوهها الروحية والتي تسبغ على المدينة مسحة روحانية أو قدسية معينة. ووجوهها العميقة التي تتداخل وتتقاطع بها طبقات عديدة. وصورها الخفية التي تتطلب استكشاف غموضها وعوالمها المختفية.
- وأيضاً وجوهها المصطنعة التي قد تغاير واقعها.
- وغيرها من الأوجه العديدة للمدينة.
- وهناك ثلاثة وجوه رئيسة للمدينة في وقتنا المعاصر وهي الوجه المرئي والوجه الذهني ووجه المدينة العلامة (ماركة).الوجه.
- المرئي للمدينةويتمثل في الوجه المرئي للمدينة خصائص عمرانية مادية مميزة لها مثل تكويناتها العمرانية وملامح أفق السماء.
- وطبيعتها وتشكيلات مبانيها المميزة وتعبيرات طابعها المعماري إلى جانب مبانيها الأيقونية وعلاماتها المميزة التي تصنع جميعها.
- ملامح صورتها البصرية المباشرة والتي تعرف بها.
وهذا الوجه المرئي هو نتاج التطور الطبيعي لهيكل المدينة وتراكم عمرانها وعمق تراثها وملامح عمارتها. وهي صورة المدينة الحقيقية الملموسة في بنيتها العمرانية وفضاءاتها المتعددة وأنشطة حياتها ومتاهات شوارعها وأزقتها.
وميادينها وساحاتها وحدائقها وأسواقها القديمة وأيضاً في عمقها الذي يعجّ أحياناً بمختلف الألوان والنكهات والروائح.ويسمح. لنا هذا الوجه المرئي بمعايشة عمران المدينة واختباره.
ويقدم مجالات عديدة للتآلف مع أحياء المدينة وأزقتها وسكانها ومعالمها. وتمنح حياته اليومية وقعها ونظامها وملامح صورتها التي تعرف بها.
ويمثل أفق المدينة الخصائص الفريدة لمناظر المدينة التي تتشكل من خلال ضوابط التخطيط. والظروف الحضرية وتصميم المباني والمعالم المعمارية الاستثنائية أو المميزة. وفي هذا السياق تعد مدن باريس ونيويورك وسيدني وشانغهاي وبرلين من بين المدن الكبرى في العالم التي تتمتع بأفق قوي وواضح. يمكن التعرف عليه بشكل فريد.
ولهذه المدن طرق مختلفة تجاه صناعة وجهها المرئي. قام بعضها بصياغتها العمرانية من خلال السياسات والقوانين الحضرية المتبعة.
واعتمد البعض الآخر على العمارة التي تميزها عن غيرها من المدن. بينما نمت وجوه البعض الآخر بعفوية متراكمة ودون قصد.الصورة الذهنية للمدينةعادة ما ترتبط الصورة الذهنية بما يترسخ في. الذهن من انطباعات ومشاهدات مكانية وأحداث.
وشخوص وذكريات ورموز وعلامات ترسخ في الذاكرة. في هذا الإطار يعرف كيفين لينش -وهو من أهم مفكري التصميم الحضري للمدن في القرن العشرين- الصورة الذهنية للمدينة بأنها. (نتاج عملية ذهنية تتم بين الإنسان وبيئته المادية.
حيث تفرض هذه البيئة العناصر المميزة للمدينة والعلاقات المختلفة بينها ويقوم الإنسان بترتيبها في ذهنه وربطها بمعاني. يفهمها ويقارنها ذهنياً بالعناصر المدركة من المدينة) وذلك في علاقة تبادلية بين ما هو حقيقي وواقعي وما تمثله من ثقافة. وعلى سبيل المثال فقد تميزت المدينة العربية منذ إنشائها بالعديد من الخصائص التي ساهمت في تكوين هويتها وصناعة صورتها.
الذهنية من خلال ما رسخته في الأذهان من ملامح تاريخها. وتراثها وعمارتها وحرفها وثرائها الثقافي والإنساني الذي منحها هويتها المتميزة الناضجة التي تعج بالنشاط الإنساني.والوجه.
ولكنها متغيرة ومتحولة عبر الأحداث. والخبرات والفصول والأزمنة والشخوص وكيفية استيعابهم لها. وبصفة عامة يؤثر التصور الذهني المسبق لدى الإنسان عن المدينة بشكل كبير في إدراكها والإحساس بها ومعايشة تحولاتها وتغيراتها. يذكر مشاري النعيم أن (التصور الذهني عن المدينة يجعل الذاكرة الذهنية لمن سكنوا المدينة يتوقعون مشاهد فضاءات المدينة.
المتحولة عبر العام والمتكررة حسب الفصول والمناسبات هو الذي يعمق الانتماء للمكان. وأن هذه المسافة بين ما يتصوره الذهن وما تشاهده العين هو ما يجعلنا كبشر نبني أحكاماً مختلفة على نفس المشهد).صورة المدينة.
- العلامةإيسام المدن City Branding -إضفاء وسم معين عليها- هو إحدى الإستراتيجيات الترويجية للمدينة التي يتم من خلالها بناء.
- وسم مميز وإنشاء اسم أو رمز أو تصميم يُحدّد هوية معينة للمدينة كي يميزها عن هوية المدن الأخرى.
- وهو يشبه كثيراً العلامة التجارية للمنتجات التي تُميّز منتجات معينة عن مُنافسيها وتصنع لها (ماركة Brand) ومثلما ترتبط.
- العلامة عادة بإنشاء ارتباط عاطفي باسم هذه المنتجات كعلامات تجارية مسجلة.
- أو أسماء شركات أو حتى شعارات للعمل على ترويجها وتسويقها.
- يتم هذا للمدن أيضاً من خلال ترسيخ قيم غير ملموسة تحيط بهذه المدن كعلامة.
ومن خلال الإيسام الفعّال للمدن والأماكن
يتم تكوين صورة فريدة لها في أذهان الجمهور. والحفاظ على حضور متميز ومختلف لهذه المدن بهدف الاحتفاظ بولاء الجمهور المهتم وجذبه إليها.
سواء كسائحين أو مستثمرين أو سكان أو مهاجرين وجه المدينة (العلامة) تظهره الوسائط الترويجية المختلفة مثل الحملات. الإعلانية والرسائل التسويقية وحملات التسويق السياحي للمدن ومعالمها. الأفلام المصورة والوثائقية الإعلانات والمنشورات المطبوعة ومواقع الإنترنت وغيرها.وتتمثل صورة المدينة العلامة من خلال.
إنشاء صور عمرانية (تخيلية). تعيد تشكيل وترويج وإدراك جديد لواقع المدينة. أو بعض أماكنها ومقاصدها. أو المعالم أو الخصائص المدنية بما تحتويها من ممارسات الحياة الحضرية.
وبالمقارنة فإن عمران العلامة يعمل على ترويج المدينة من خلال إعادة إنتاج أو إظهار صورتها وذلك من خلال عدة قيم ترتبط. وخلال العقدين الماضيين نما الوعي بالأهمية الاقتصادية للمدينة العلامة كإستراتيجية تنافسية بارزة ومهمة.
كما ازداد الاهتمام باتباع إستراتيجيات من شأنها بناء علامات (ماركة) للمدن -تماماً كبناء العلامات التجارية- لإحداث تنمية. عمرانية سريعة مع الحفاظ على الطابع الأصلي للمدينة. وفي السبعينات من القرن الماضي لجأت بعض المدن الخليجية إلى اتباع العديد من الإستراتيجيات لإيسام المدينة بخصائص متفردة. للمساعدة في زيادة تنافسيتها وإضفاء ما يسمى بعمران العلامة.
وازداد الولع بمحاولات ترويج صورة المدن مما يؤهلها لأن تكون في مصاف المدن العالمية. يتم ذلك الترويج من خلال طرق متعددة ومبتكرة لإظهار صورة المدينة بكل جوانبها ومن خلال وسائط عديدة.على مدى العقدين الماضيين.
تمت ممارسات مختلفة لعمران العلامة مثل خلق المعالم التذكارية الضخمة. والمباني الأيقونية والأشكال الحضرية المرتبطة باحتفاليات وأحداث مهمة. وأيضاً المباني والمجمعات المبهرة ومراكز التسوق والمقاصد الترفيهية والمتاحف والمباني العامة.
وقاعات الموسيقى والمجمعات الرياضية يتضح ذلك في العديد من المعالم البارزة التي تشير إلى (سلعنة) المدن التي أنشئت بها. بدءاً من متحف جوجنهايم بلباو بإسبانيا. وبرجي بتروناس بكوالالمبور مروراً ببرج العرب وجزر النخيل وبرج خليفة بمدينة دبي.
إلى مبنى التلفزيون الصيني. إذ اعتمدت جميعها على خلق الصور التخيلية وبناء الانطباع الحضري المبهر كإستراتيجية لتعزيز الصور المختلقة للمدن.
أو كخيالات دعائية للاستهلاك في كثير من الحالات. مما يخلق أنماطاً جديدة من الهويات العمرانية للبيئات المبنية ظهرت وانتشرت سريعاً.وأخيراً فإنه يخلط البعض بين المفاهيم.
المتعلقة بالمدينة العلامة أو العلامة. لا تعني العلامة شعار المدينة.
حيث يعد الشعار في الواقع اختزالاً بصرياً لأهم ما يمز المدينة والصورة الأولية المرتبطة بها. فالعلامة بوجه عام هي مفهوم لا يمكن حصره بالشعار فقط.
فمفهوم العلامة أكثر تعقيداً من مجرد الألوان والتشكيل المجرد الرموز. فهو يمثل (صورة مؤسسية) للمدينة. التي تشير إلى التصورات والأفكار التي تكونت في أذهان العامة أو الجمهور عن المدينة. فعندما يسمعون اسم المدينة يتبادر إلى أذهانهم هوية المدينة وملامحها وصورها مجتمعة والتي تميزها عن المدن الأخرى ذلك يلخص.
امتزاج الصور المختلفة لمدينة أمستردام كتعبير عن هويتها. ومثل العلامة التجارية التي يشير لها سكوت كوك إلى أنها (ليست ما تخبر به الزبائن عن شركتك. بل ما يحدثون بعضهم عنها). وبالتالي فإن صورة المدينة العلامة هي عملية بناء تصورات الجمهور عن المدينة وتعبر عنها وعن وخصائصها.
وصورة حياتها وأنشطتها والتي تساهم صورة المدينة العلامة في خلق الوعي بها. المدينة كيان حي مستمر متواصل بأحداثه وشخوصه في الأمكنة والأزمنة.
في استمرارية أوسع بكثير من مبانيها. وشوارعها وجدرانها وعناصرها تتمثل هوية المدينة في وجوهها وصورها المتعددة.
ما بين صورها المادية المرئية وصورها الذهنية المتولدة عن الانطباعات الذهنية لها. ووجوه وصور أخرى عديدة مثل وجوهها الروحية والتي تسبغ على المدينة مسحة روحانية أو قدسية معينة. ووجوهها العميقة التي تتداخل وتتقاطع بها طبقات عديدة. وصورها الخفية التي تتطلب استكشاف غموضها وعوالمها المختفية.
وأيضاً وجوهها المصطنعة التي قد تغاير واقعها
وغيرها من الأوجه العديدة للمدينة. وهناك ثلاثة وجوه رئيسة للمدينة في وقتنا المعاصر وهي الوجه المرئي والوجه الذهني ووجه المدينة العلامة (ماركة).الوجه.
المرئي للمدينةويتمثل في الوجه المرئي للمدينة خصائص عمرانية مادية مميزة لها مثل تكويناتها العمرانية وملامح أفق السماء. وطبيعتها وتشكيلات مبانيها المميزة وتعبيرات طابعها المعماري إلى جانب مبانيها الأيقونية وعلاماتها المميزة التي تصنع جميعها. ملامح صورتها البصرية المباشرة والتي تعرف بها.
وهذا الوجه المرئي هو نتاج التطور الطبيعي لهيكل المدينة وتراكم عمرانها وعمق تراثها وملامح عمارتها. وهي صورة المدينة الحقيقية الملموسة في بنيتها العمرانية وفضاءاتها المتعددة وأنشطة حياتها ومتاهات شوارعها وأزقتها.
وميادينها وساحاتها وحدائقها وأسواقها القديمة وأيضاً في عمقها الذي يعجّ أحياناً بمختلف الألوان والنكهات والروائح.ويسمح. لنا هذا الوجه المرئي بمعايشة عمران المدينة واختباره. ويقدم مجالات عديدة للتآلف مع أحياء المدينة وأزقتها وسكانها ومعالمها. وتمنح حياته اليومية وقعها ونظامها وملامح صورتها التي تعرف بها.
ويمثل أفق المدينة الخصائص الفريدة لمناظر المدينة التي تتشكل من خلال ضوابط التخطيط. والظروف الحضرية وتصميم المباني والمعالم المعمارية الاستثنائية أو المميزة.
وفي هذا السياق تعد مدن باريس ونيويورك وسيدني وشانغهاي وبرلين من بين المدن الكبرى في العالم التي تتمتع بأفق قوي وواضح. يمكن التعرف عليه بشكل فريد. ولهذه المدن طرق مختلفة تجاه صناعة وجهها المرئي. قام بعضها بصياغتها العمرانية من خلال السياسات والقوانين الحضرية المتبعة.
واعتمد البعض الآخر على العمارة التي تميزها عن غيرها من المدن. بينما نمت وجوه البعض الآخر بعفوية متراكمة ودون قصد.الصورة الذهنية للمدينةعادة ما ترتبط الصورة الذهنية بما يترسخ في. الذهن من انطباعات ومشاهدات مكانية وأحداث. وشخوص وذكريات ورموز وعلامات ترسخ في الذاكرة.
في هذا الإطار يعرف كيفين لينش -وهو من أهم مفكري التصميم الحضري للمدن في القرن العشرين- الصورة الذهنية للمدينة بأنها. (نتاج عملية ذهنية تتم بين الإنسان وبيئته المادية.
حيث تفرض هذه البيئة العناصر المميزة للمدينة والعلاقات المختلفة بينها ويقوم الإنسان بترتيبها في ذهنه وربطها بمعاني. يفهمها ويقارنها ذهنياً بالعناصر المدركة من المدينة) وذلك في علاقة تبادلية بين ما هو حقيقي وواقعي وما تمثله من ثقافة. وعلى سبيل المثال فقد تميزت المدينة العربية منذ إنشائها بالعديد من الخصائص التي ساهمت في تكوين هويتها وصناعة صورتها.
الذهنية من خلال ما رسخته في الأذهان من ملامح تاريخها. وتراثها وعمارتها وحرفها وثرائها الثقافي والإنساني الذي منحها هويتها المتميزة الناضجة التي تعج بالنشاط الإنساني.والوجه.
ولكنها متغيرة ومتحولة عبر الأحداث. والخبرات والفصول والأزمنة والشخوص وكيفية استيعابهم لها.
وبصفة عامة يؤثر التصور الذهني المسبق لدى الإنسان عن المدينة بشكل كبير في إدراكها والإحساس بها ومعايشة تحولاتها وتغيراتها. يذكر مشاري النعيم أن (التصور الذهني عن المدينة يجعل الذاكرة الذهنية لمن سكنوا المدينة يتوقعون مشاهد فضاءات المدينة.
المتحولة عبر العام والمتكررة حسب الفصول والمناسبات هو الذي يعمق الانتماء للمكان. وأن هذه المسافة بين ما يتصوره الذهن وما تشاهده العين هو ما يجعلنا كبشر نبني أحكاماً مختلفة على نفس المشهد).صورة المدينة.
العلامةإيسام المدن City Branding -إضفاء وسم معين عليها- هو إحدى الإستراتيجيات الترويجية للمدينة التي يتم من خلالها بناء. وسم مميز وإنشاء اسم أو رمز أو تصميم يُحدّد هوية معينة للمدينة كي يميزها عن هوية المدن الأخرى.
وهو يشبه كثيراً العلامة التجارية للمنتجات التي تُميّز منتجات معينة عن مُنافسيها وتصنع لها (ماركة Brand) ومثلما ترتبط. العلامة عادة بإنشاء ارتباط عاطفي باسم هذه المنتجات كعلامات تجارية مسجلة. أو أسماء شركات أو حتى شعارات للعمل على ترويجها وتسويقها.
يتم هذا للمدن أيضاً من خلال ترسيخ قيم غير ملموسة تحيط بهذه المدن كعلامة.
ومن خلال الإيسام الفعّال للمدن والأماكن. يتم تكوين صورة فريدة لها في أذهان الجمهور. والحفاظ على حضور متميز ومختلف لهذه المدن بهدف الاحتفاظ بولاء الجمهور المهتم وجذبه إليها.
سواء كسائحين أو مستثمرين أو سكان أو مهاجرين وجه المدينة (العلامة) تظهره الوسائط الترويجية المختلفة مثل الحملات. الإعلانية والرسائل التسويقية وحملات التسويق السياحي للمدن ومعالمها. الأفلام المصورة والوثائقية الإعلانات والمنشورات المطبوعة ومواقع الإنترنت وغيرها.وتتمثل صورة المدينة العلامة من خلال.
إنشاء صور عمرانية (تخيلية). تعيد تشكيل وترويج وإدراك جديد لواقع المدينة. أو بعض أماكنها ومقاصدها.
أو المعالم أو الخصائص المدنية بما تحتويها من ممارسات الحياة الحضرية. وبالمقارنة فإن عمران العلامة يعمل على ترويج المدينة من خلال إعادة إنتاج أو إظهار صورتها وذلك من خلال عدة قيم ترتبط. وخلال العقدين الماضيين نما الوعي بالأهمية الاقتصادية للمدينة العلامة كإستراتيجية تنافسية بارزة ومهمة.
كما ازداد الاهتمام باتباع إستراتيجيات من شأنها بناء علامات (ماركة) للمدن -تماماً كبناء العلامات التجارية- لإحداث تنمية. عمرانية سريعة مع الحفاظ على الطابع الأصلي للمدينة.
وفي السبعينات من القرن الماضي لجأت بعض المدن الخليجية إلى اتباع العديد من الإستراتيجيات لإيسام المدينة بخصائص متفردة. للمساعدة في زيادة تنافسيتها وإضفاء ما يسمى بعمران العلامة. وازداد الولع بمحاولات ترويج صورة المدن مما يؤهلها لأن تكون في مصاف المدن العالمية.
يتم ذلك الترويج من خلال طرق متعددة ومبتكرة لإظهار صورة المدينة بكل جوانبها ومن خلال وسائط عديدة.على مدى العقدين الماضيين.
تمت ممارسات مختلفة لعمران العلامة مثل خلق المعالم التذكارية الضخمة. والمباني الأيقونية والأشكال الحضرية المرتبطة باحتفاليات وأحداث مهمة. وأيضاً المباني والمجمعات المبهرة ومراكز التسوق والمقاصد الترفيهية والمتاحف والمباني العامة. وقاعات الموسيقى والمجمعات الرياضية يتضح ذلك في العديد من المعالم البارزة التي تشير إلى (سلعنة) المدن التي أنشئت بها.
بدءاً من متحف جوجنهايم بلباو بإسبانيا. وبرجي بتروناس بكوالالمبور مروراً ببرج العرب وجزر النخيل وبرج خليفة بمدينة دبي.
إلى مبنى التلفزيون الصيني. إذ اعتمدت جميعها على خلق الصور التخيلية وبناء الانطباع الحضري المبهر كإستراتيجية لتعزيز الصور المختلقة للمدن.
أو كخيالات دعائية للاستهلاك في كثير من الحالات. مما يخلق أنماطاً جديدة من الهويات العمرانية للبيئات المبنية ظهرت وانتشرت سريعاً.وأخيراً فإنه يخلط البعض بين المفاهيم. المتعلقة بالمدينة العلامة أو العلامة. لا تعني العلامة شعار المدينة.
حيث يعد الشعار في الواقع اختزالاً بصرياً لأهم ما يمز المدينة والصورة الأولية المرتبطة بها. فالعلامة بوجه عام هي مفهوم لا يمكن حصره بالشعار فقط.
فمفهوم العلامة أكثر تعقيداً من مجرد الألوان والتشكيل المجرد الرموز. فهو يمثل (صورة مؤسسية) للمدينة. التي تشير إلى التصورات والأفكار التي تكونت في أذهان العامة أو الجمهور عن المدينة. فعندما يسمعون اسم المدينة يتبادر إلى أذهانهم هوية المدينة وملامحها وصورها مجتمعة والتي تميزها عن المدن الأخرى ذلك يلخص.
امتزاج الصور المختلفة لمدينة أمستردام كتعبير عن هويتها. ومثل العلامة التجارية التي يشير لها سكوت كوك إلى أنها (ليست ما تخبر به الزبائن عن شركتك.
بل ما يحدثون بعضهم عنها). وبالتالي فإن صورة المدينة العلامة هي عملية بناء تصورات الجمهور عن المدينة وتعبر عنها وعن وخصائصها. وصورة حياتها وأنشطتها والتي تساهم صورة المدينة العلامة في خلق الوعي بها. ومن المدينة تصل نتائج هذا الفعل وتداعياته إلى الريف قريباً كان أو بعيداً.
وإن كان الحق فيه يختلف عن الحق في العيش في المدينة. ومن هذا الحق تنمية الريف وفعل ما يمكن لإبقاء الريف عامراً.
وليخفّ ضغط النزوح ولتنحسر مساحات العشوائيات.يخلص خالد زيادة إلى تلخيص مراحل التحديث التي مرت بها البلدان العربية. والمسلمة العثمانية ويحددها بثلاث؛ الأولى. مع بداية التنظيمات بإظهار أهمية الادارة وتنظيم الجيش وتحديث التعليم في المركز كما في الولايات.
بالاضافة إلى تحول ظاهر في التقاليد والعادات ونمط العيش والسكن وغيرها؛ الثانية.
مرحلة الاستعمار المباشر في أوقاته المتفاوتة. والمرحلة الثالثة النزوع نحو الاستقلال والحصول عليه.
وإن بأوقات متفاوتة أيضاً. فانتقلت بذلك العواصم العربية والمدن الكبرى إلى مرحلة الهجنة المختلطة بين التقليد والتحديث.أما تخطيط المدن وتعيين.
عناصرها الأساسية فقد انتقلت من تخطيطها ووظيفتها من أصالة تستجيب لحاجات الناس وقادتهم. إلى الانغماس في تقليد وفي محاكاة التنظيم الغربي للمدينة في ساحاتها وشوارعها ونمط بناء مساكنها دون الاهتمام بما يفصح عما.
يشكل ثقافتنا العمرانية وتطويرها. والنظر في هذه المسألة شأن آخر.ما قدمه خالد زيادة في كتاب المدينة العربية والحداثة يفتّح أبصارنا على هذا النمط من البحث.
لنفهم كيفية تشكل المدينة العربية. إن كان في موقعها أو في الوظائف التي عليها أن تقوم بها. مع التأكيد على أن نمط بنائها وتنظيمها ونظرتها إلى الإنسان تختلف في شكل واضح عن أنماط بناء ووظائف المدينة الغربية.
كما أن التغيرات التي تصيبها تصيب أي مدينة أخرى في العالم.
لأن مسألتي التطور والتغير سنّة طبيعية في الحياة. بالاضافة إلى ما يفعله الإنسان من خلال علاقته مع الطبيعة ومع الإنسان.
ما يعجّل في التطور والتغيير. إن كان عن طريق الإنجازات الداخلية أو التثاقف أو التأثير الذي يفرضه الغالب على المغلوب حسب التعبير الخلدوني.شكراً. للدكتور خالد زيادة على هذا الإنجاز. ومن حقنا أن نطالبه بالمزيد.عاطف عطيّه: أستاذ علم الاجتماع.
مدير سابق لمعهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثالث- الجامعة اللبنانية. المدينة العربية: تحديات التمدين في مجتمعات متحولةالمؤلفون عبد الرحمن رشيق. هاني خميس عبده إبراهيم فريد محاجنه نورية سوالمية خليفة عبد القادر إدريس مقبول الكبير عطوف مهدي مبروك الحسن المحداد.
لكبير أحجو محمد جداوي معاوية سعيدوني صالح النشاط أحمد مالكي أحمد حضراني علي عبد الرؤوف طه لحميداني علي عبد الرازق جلبي. نديم منصوري بوشتى الخزان حسن ضايض الهادي بوشمّة بكار المرتجي حيدار حمدان تقديم: مراد دياني صدر عن المركز العربي للأبحاث. ودراسة السياسات كتابالمدينة العربية: تحديات التمدين في مجتمعات متحولة.
ومنطلق هذا الكتاب أن البحوث بشأن المدينة والتمدين تتجدّد باستمرار بتجدّد أشكال التمدين وتحدياته ورهاناته؛ ومنها أنّ. معظم سكان البلدان العربية أصبحوا يعيشون اليوم في المدن.
وأنّ المجتمعات العربية المعاصرة أضحت تشهد تحولاتٍ عميقة متصلة بدينامية التمديُن. وقد استثُمرت بحوث مهمة. سابقًا في البلدان العربية في درس إشكالات المدينة وتحليلها.
والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وفي مجال التخطيط الحضري وإعداد التراب الوطني.تحولات اجتماعية مدينيةيتألف الكتاب (840. موثقًا ومفهرسًا) من 20 فصلًا موزعة في خمسة أقسام.في القسم الأول.
« التحولات الاجتماعية للمدينة العربية ». خمسة فصول تخطيط المدن العربية الإسلاميةليس هناك تعريف متفق عليه للمدينة الإسلامية.
فبعضالمستشرقينيحددونعناصر معماريةمعينة لوصف المدينة الإسلامية ويؤكدون على أن المدن الإسلامية أخذت عناصرها وسبلتخطيطهامن. في أواسط القرن العشرين وعند ظهور عدد كبير منالمعماريينوالمخططينالعربوالمسلمين رفضوا تلك التحليلات ورؤوا عدم وجود شيء.
اسمه المدينة الإسلامية لاختلاف المدن الإسلامية وتنوعها. من هؤلاءرفعت الجادرجيوجميل عبد القادر أكبر.
في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ظهرت مجموعة أخرى من المفكرين ترفض كلا الرأيين وترى. العودة إلى أصول العمارة والتخطيط الإسلامي لمعرفة الحقيقة.أول تخطيط عمراني في الإسلامبدأتخطيط المدنوالعمارة.
الإسلاميةمنذالهجرةإلىالمدينة المنورةحين أصبح للمسلمين مدينتهم الأولى. وكانت تقع على طريقالتجارةإلىالشاموذات تربة خصبة ومياه وفيرة مقارنة بمناطق أخرى فيالحجازوعلى هذا كان ليثرب بنية اقتصادية.
- جيدة حيث توفرت ف الزراعة والتجارة بالإضافة إلى بعض الصناعات الحرفية مثل التعدين.
- كانت يثرب أيضا تتميز بتنوع ديموغرافي يمثله وجود اليهود بكثرة كما كانت تفتقر إلى سلطة سياسية مركزية مما أدى استمرار.
- الخصومات وتحولها إلى حالة دائمة فيها.حين سيطر عليها الإسلام كان أول تغيير يحدث هو ظهورالسلطة المركزيةالمتمثلة بالرسول.
- الكريممحمدصلى الله عليه وسلمنواة التغيير العمراني كانت بناءالمسجد النبويفي أرض في وسط المدينة أبتيعت للمسجد.
- ثم شقت طرق رئيسية تصل المسجد بالضواحي.
- فقد أشارت الروايات التاريخية إلى طريق يمتد من المسجد ويتجه غربا حتى يصل إلىجبل سلعوطريق من المسجد يخترق منازل بني عدي.
بن النجار ويصل إلىقباءجنوبا ومن قباء وجد طريق يتجه شمالا إلىالبقيع. كانت الشوارع قياسية فقد كان عرض الشارع الرئيسي سبعة أذرع. والذي يتفرع منه خمسة أذرع والشارع الأصغر ثلاثة أذرع. غطيت شوارع المدينة في حينها بالحصى.حين وصلالمهاجرونإلى المدينة وهب لهم الأنصار بعض الأراضي الفارغة ليسكنوا فيها.
وقد قسمت الأرض بطريقة قبلية حيث أن كلقبيلةأعطيت أرضا يخططونها كما شاءوا. وأنشأت هذه نواة لتخطيط المحلات السكنية طوال الفترة الإسلامية حيث أن المحلة نفسها تقتطع لها أرض محددة ويقوم ساكنيها.
بتنظيمها كما يرون مناسبا
إلا أن بعض المباني العامة كانت تخطط مركزيا فقد روى جابر بن أسامة قال: لقيت رسول الله بالسوق في أصحابه فسألتهم أين يريد. فقالوا: اتخذ لقومك مسجدا. فرجعت فإذا قومي فقالوا خط لنا مسجدا وغرز في القبلة خشبة.كانت تنظيم السوق بلا مباني حيث أن الأرض كانت تترك فضاء ويأتي.
التجار ببضائعهم فيستخدمون موقعا يبقى لهم حتى آخر النهار ولكنه ليس محجوزا لهم دوما فقد تركت الأرض مشاعا حتى قيام الدولة. الأموية.بالإضافة إلى ذلك فقد اهتم الرسول بتوفيرالمرافق العامةحيث أقام الرسول خيمة بالمسجد لأجل التداوي.
كما أقيمت دور الضيافة لاستقبال الوفود كان أهمها دارعبد الرحمن بن عوفواتخذت مواضع لقضاء الحاجات تسمى المناصع واختيرت. مواضع للذبح بعيدا عن السكان.
وعين مكاناًلصلاة العيد.في نفس الوقت وبالموازاة مع البناء قام الرسول بإعادة تنظيم المدينة إداريا واجتماعيا حيث أن أول. عمل هو الموآخاة بين المهاجرين والأنصار والذي حقق الكثير من الأهداف أهمها المساعدة على دمج المهاجرين في المجتمع الجديد. وتقوية الأواصر بينهم وبين الأنصار والتأكيد على أهميةالتكافل الاجتماعي.كان تأثير الرسول على تخطيط المدينة كبيرا جدا.
واستمر هذا التأثير طيلة قرون طويلة حيث أن الكثير من المبادئ التي أعتمد عليها في تخطيط وإدارة المدن الإسلامية منذ ذلك.
الحين حتى نهاية القرن التاسع عشر كان يرجع في أساسه إلى هذا النموذج.المدن الإسلامية الجديدةبعد توسعالدولة الإسلاميةفيصدر. الإسلامأسست العديد من المدن أوالقواعد العسكريةالتي تحولت إلى مدن. أهمها هيالبصرةفي633والكوفةفي638والفسطاطفي642والقيروانفي عام665ميلادي يتشابه تخطيط هذه المدن إلى حد كبير كما يتشابه مع.
تخطيط المدينة المنورة مما يظهر تأثيرها على المدن الإسلامية الأولى هذا إضافة للعديد من المدن التي كانت قائمة قبل الإسلام. واخذت الطابع الإسلامي حيث أن الجامع وسط المدينة ومركز الحكم وإدارة الدولة وبيت المال كما كان الحال في مدينةدمشق.وهذا.
النمط الذي اتبع فكان أول ما يبنى في المدينة الإسلاميةالمسجد الجامعويكون في وسطها ويبنى حوله مبنيان رئيسيان همادار.
وبجوار المسجد كانت تخصص أرضللسوقتترك فضاء كما في المدينة ولم يكن يسمح بالبناء فيها في حينه. بعد ذلك كانت تخط أراض بينها شوارع رئيسية للقبائل المختلفة ويترك تخطيط هذه الأراضي للقبائل كما هو الحال في المدينة.
في وسط كل من تلك الخطط كانمسجديسمى مسجد الصلوات الخمس. حيث يصلي فيه الناس ويجتمعون يومالجمعةفي المسجد الجامع.كان بناء مساجد الخطط إلزاميا حيث أنه كان لها دور في إدارة المدينة.
فقد كان فيه المجلس الذي يجتمع فيه الناس ويحكم بينهم ويعلمون أولادهم فيه وكانت بعض المرافق العامة الخاصة بالخطة ملاصقة أو. مجاورة لها مثل السوق والحمام والفرن وغيرها.
وكانت أوامر وتعليمات الخليفة أو الأمير للقبيلة تصل إلى هذه المساجد أو المجالس.بالإضافة إلى ذلك كان في ذلك المجلس سجل. بالمقيدين في الجند الرسمي من أهلها.
وكان في دار الإمارةديوانيشبه يسجل فيه أسماء أهل القبائل وفي أي خطة هم.أهم ما يميز تلك المدن هو عدم بناء أسوار لها بل. كانت تحصن طبيعيا باختيار موقع جيد وملائم.بدء التغيير – العمران في العصر الأمويأضافالأمويونالكثير من المرافق العامة. للمدينة وتطور العمران بشكل ملحوظ في العهد الأموي واتضح بالتخطيط السليم للمدن والابنية مثل منشأت الحكم ودور العلم.
والمشافي والشرطة والدواوين ودور العبادة ودوائر الحكم المختصة وغيرها.
وكانوا يضعون هذه المرافق إما في المركز مع المرافق الرئيسية أو على طول الشوارع الرئيسية التي تربط الضواحي بمراكز المدن. واتضحت بشكل منظم فيدمشق. كما بنوا القصور المميزة وعرفت القصور الأموية بروعة بنائها ونافست دار الخلافة ودور الإمارة. أضف إلى ذلك سمح الأمويين للناس بالبناء في الأسواق فلم تعد أرضا فضاء بل أنها أصبحت مبنية والدكاكين ثابتة فيها وكانت.
بداية لآنشاء الاسواق الثابتة في العصور الإسلامية اللاحقة وتميز العصر الأموي بطراز من البناء وأسلوب انتشر في كافة البلاد. وعرف بطراز البناء الأموي.ونظرا للتوسع الكبير في الحضارة الإسلامية في العهد الأموي فإن الطراز الأموي في البناء كان أول.
طراز إسلامي حقيقي نظرا لتأثره بالحضارات السابقة وإضافة الأفكار الإسلامية عليها فكان أسلوب العمارة الأموية المتميز.فقه. البنياننتيجة لتطور الدول الإسلامية وتوسع المدن. ظهر ما يمكن تسميته بفقه البنيان.
يهدف هذا المجال إلى تحديد وتنظيم العلاقات بين الناس والسيطرة على البناء وحل المشاكل التي قد تنجم بين الناس.وفقه البنيان. هو مجموعة القواعد الفقهية التي تراكمت بمرور الزمن نتيجة لاحتكاك حركة العمران والمجتمع كلاهما ببعض ونشوء تساؤلات اجاب. هذه القواعد كان كل منالمجتمعوالسلطةوالمهندسينيحتكمون إليها عند اللزوم.
من كتب الفقه التي اهتمت بأحكام البناء كتاب «الإعلان بأحكام البنيان»لابن الراميالمتوفى سنة 734هـ· أول من سجل قواعد فقه. العمارة من الفقهاءابن عبد الحكمالفقيه المصري المتوفى سنة 214 هـ/829م في كتابه «البنيان».وقد قسم الفقهاء احكام البنايات. إلى أربعة أقسام رئيسية هي:1.
البناء الواجب: مثل بناءالمساجدلتقام فيهاالصلوات. وبناءالحصونوالاربطة للدفاع عن ديار المسلمين.2. البناء المندوب: كبناءالمنائروالتي تندب للأذان وبناء الاسواق.
حيث يحتاج الناس للسلع. ولكي لا يتكلفوا عناء البحث عنها. فندب الشرع لذلك بناء الاسواق لكي يستقر بها أصحاب السلع.
ويسهل للناس شراؤها منهم.3. البناء المباح: مثل بناء المساكن التي تبنى بهدف الاستغلال. فمن المعروف ان الشريعة جاءت لحفظ المقاصد الخمس: الدين.
النفس المال العرض والنسل والله جعل أسباباً مادية يقوم بها البشر. كي يحققوا تلك المقاصد. ومن هذه الأسباب بناء المساكن والدور ليحفظ فيها الناس انفسهم واموالهم واعراضهم.
وتقوم فيها الأسر.4 البناء المحظور: كبناء دور السكر ودور البغاء والبناء على المقابر وفي أرض الغير.لم تكن العلاقة بين. بل دخلت أيضا في تحديد سلوك الساكنينللعقارات. وضرورة احترامهم الآداب العامة.
وكان من حق الجيران إجبارهم على ذلك. عن طريقالقضاء وتزخر سجلات المحاكم الشرعية بالعديد من الوقائع التي تؤكد تضامن أهل الخطة أو الحارة ضد المخالفين من.
سكانها.اعتمد الفقهاء في تناولهم لأحكام البنيان على بعض الآيات فيالقرآنالكريم وعلىالحديثالشريف وعلى بعض الأعمال العمرانية. التي قام بها الرسول والخلفاء الراشدين وعلىالعرفأخذا عن حديثعبد الله بن مسعود: (ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن). كما أخذوا عن الحديث: (لا ضرر ولا ضرار).وترتب على مبدأ «لا ضرر ولا ضرار». و«الأخذ بالعرف» في تقرير أحكام البناء.
نشوء مبدأ: «حيازة الضرر». الذي صاغ المدينة الإسلامية صياغة شاملة. و«حيازة الضرر» تعني أن من سبق في البناء يحوز العديد من المزايا التي يجب على جاره الذي يأتي بعده أن يحترمها.
وأن يأخذها في اعتباره عند بنائه مسكنه. وبذلك يصيغ المنزل الأسبق المنزل اللاحق.أثر فقه البنيان والمبادئ المتعبة في إيجاده على تخطيط المدينة فأثر على. تخطيطالشوارعوحدد درجات الخصوصية في الأماكن العامة وحدد أماكن وضع المباني المعينة فالمباني التي قد تضر الناس كالمصانع.
والأفران والتي تؤدي إلى إصدار الضجة كانت تبنى في أماكن بعيدة عن الأحياء والخطط السكنية مثلا.العناصر التصميمية. الرئيسةتتميز المدن الإسلامية في العصور الوسطى وتحديدًا الفترة من القرن 7 وحتى القرن 16 وهي ما عُرفتبالعصر الذهبي. للإسلامبمجموعة من المبادئ التصميمية المترابطة التي تشكل بنيتها المادية ووظيفتها الاجتماعية.
يضع التخطيط الذي يركز على المسجد الهياكل الدينية في قلب التصاميم الحضرية. حيث لا يشيرالمسجدفقط إلى المركز ولكنه يساعد أيضًا في تحديد التسلسل الهرمي للشوارع. تشير الدراسات إلى أن المدن نُظِّمَت بشبكات واسعة ومنتظمة.
والتي تفسح المجال لأزقة سكنية ضيقة. وهو تخطيط يدعم كلًا من مناطق التجمعات العامة والمجالات الخاصة.التخطيط الذي يركز على المسجد: تشغل المساجد مواقع مركزية. تؤثر على المساحات الحضرية المحيطة. وبجانب المسجد كان يقعمركز المدينةوسوقه.
وأحيانًا أُعيد توجيه المدينة كاملة لتواجه القبلة أو على الأقل تجعل اتجاه القبلة بدون ميلان (مثل أن تختلف عنها بدرجة 90. أو 180 أو 270) إن مسجد قلب المدينة يكون في الغالب هوالمسجد الجامعالكبير.شبكات الشوارع الهرمية: ترتبط الشوارع الرئيسة.
مما يحقق توازنًا بين الانفتاح والخصوصية. كما توجد شبطات منتظمة بشوارع واسعة وساحات كبيرة مفتوحة.أنظمةالتحصين: تؤمن الجدران الدفاعية الدائرية والأبراج والبوابات. الموضوعة استراتيجيًا الحدود المعرضة للخطر. أشهر مثال على هذا هو الجدار التحصيني الدائري مع تسعة وعشرين برجًا دفاعيًا متباعدًا بالتساوي وثلاث بوابات دخول ذات محور.
وهي مدينة إسلامية من العصور الوسطى في شمال المغرب. وهذه بارزة في حدودالعالم الإسلاميأكثر من داخله.تنظيم المساحات العامة: توفر الساحات والفناءات والحدائق أماكن للأنشطة.
الاجتماعية والدينية.تنظيم الوصول والخصوصية: تعكس الفواصل الواضحة بين المناطق العامة والخاصة الأعراف الثقافية.الهياكل. الإدارية: تطورت المراكز الحضرية من نواة قائمة على المسجد ودار الولاية أو الخلافة إلى تكويناتبيروقراطيةأكثر تعقيدًا.
التحول من العمليات الحضرية « من الأسفل إلى الأعلى » إلى « من الأعلى إلى الأسفل » في المدن الإسلامية. مما يشير إلى تغييرات في النهج الإداري للتخطيط الحضري.الميزات البيئية والتقنية: تتكيف أنظمة إدارة المياه المتكاملة. والعناصر البستانية والتصاميم الملائمة للمناخ (مثل الملاقف الهوائية) مع الجفاف الإقليمي والظروف المحلية.المساحات العامة:. وجود ساحات عامة واسعة ومساحات خضراء لتعزيز الاسترخاء وتقليل التوتر.
مع وجود أفنية لتوفير الراحة والجمال البصري. وقد ذُكرَت هذه المساحات في كتاباتالمقريزي.مراعاة الخصوصية: من أبرز سمات المدن الإسلامية هو الفصل الواضح بين المجالات. مع تنظيم الوصول في المستويات الهرمية المختلفة للتجمعات. والتوازن بين التعرض البصري والخصوصية.
ومن أشهر المدن البادي هذا فيها هي فاس والقاهرة.أنظمة إدارة المياه: أنظمة إدارة المياه ودمجها في البنية الاجتماعية للمدن. وهذا جلي للآن في المدن الإيرانية.
وحاجة ضرورية لتشكيل المدينة حسب الماء في المناطق القاحلة لذلك هذه المناطق كانت هذه الأنظمة فيها هي الأبرز. من أشهر التقنيات المستخدمة في هذا هي القنوات والقنوات الجوفية وأنظمة تجميع المياه.دمج الحدائق: كانت الحدائق من أهم. ميزات العمارة في المنطقة المركزية للمدن وفي ضواحيها.
حيث تُدمَج المساحات الخضراء داخل النسيج الحضري. وهو مستوحى من الوصف الإسلامي للجنة والفردوس.التكيف مع المناخ: كان هناك توظيف كبير لعناصر معمارية مثل الأفنية الداخلية.
واستخدام مواد مناسبة مُبردة في المباني. لتوليد تبريد سلبي في المدن.عبر مناطق مثل إيران ومصر والمغرب ودمشق والأندلس وبغداد والقيروان. تطورت الأشكال الحضرية من شبكات منظمة بسيطة ذات تحصينات أساسية إلى تخطيطات متخصصة معقدة في الفترات اللاحقة. توضح الدراسات أن المخططين سعوا إلى تحقيق توازن بين الاحتياجات العملية والمتطلبات الدينية والثقافية لإنشاء بيئات حضرية.
توفر الحماية وتعزز الحياة الاجتماعية. وأغلب الدراسات الحديثة تركزت في مصر.
وخاصةً فيالقاهرةوالفسطاط.مواضيع متعلقةالمصادرعثمان محمد عبد الستار. محمد عبد الستار (01/01/2011).^المدينة الإسلامية. مكتبة المتنبي ص 6.{{: تحقق من التاريخ في:استشهاد بكتاب}}|تاريخ=(مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)Ennahid, S. (2002) Access regulation in Islamic urbanism: the case of medieval Fès.
The Journal of North African Studies, 7(3), 119–134.^ تخطيط المدن العربية الإسلاميةليس هناك تعريف متفق عليه للمدينة. فبعضالمستشرقينيحددونعناصر معماريةمعينة لوصف المدينة الإسلامية ويؤكدون على أن المدن الإسلامية أخذت عناصرها وسبلتخطيطهامن.
في أواسط القرن العشرين وعند ظهور عدد كبير منالمعماريينوالمخططينالعربوالمسلمين رفضوا تلك التحليلات ورؤوا عدم وجود شيء. اسمه المدينة الإسلامية لاختلاف المدن الإسلامية وتنوعها. من هؤلاءرفعت الجادرجيوجميل عبد القادر أكبر.
في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ظهرت مجموعة أخرى من المفكرين ترفض كلا الرأيين وترى. العودة إلى أصول العمارة والتخطيط الإسلامي لمعرفة الحقيقة.أول تخطيط عمراني في الإسلامبدأتخطيط المدنوالعمارة. الإسلاميةمنذالهجرةإلىالمدينة المنورةحين أصبح للمسلمين مدينتهم الأولى.
- وكانت تقع على طريقالتجارةإلىالشاموذات تربة خصبة ومياه وفيرة مقارنة بمناطق أخرى فيالحجازوعلى هذا كان ليثرب بنية اقتصادية.
- جيدة حيث توفرت ف الزراعة والتجارة بالإضافة إلى بعض الصناعات الحرفية مثل التعدين.
- كانت يثرب أيضا تتميز بتنوع ديموغرافي يمثله وجود اليهود بكثرة كما كانت تفتقر إلى سلطة سياسية مركزية مما أدى استمرار.
- الخصومات وتحولها إلى حالة دائمة فيها.حين سيطر عليها الإسلام كان أول تغيير يحدث هو ظهورالسلطة المركزيةالمتمثلة بالرسول.
- الكريممحمدصلى الله عليه وسلمنواة التغيير العمراني كانت بناءالمسجد النبويفي أرض في وسط المدينة أبتيعت للمسجد.
- ثم شقت طرق رئيسية تصل المسجد بالضواحي.
فقد أشارت الروايات التاريخية إلى طريق يمتد من المسجد ويتجه غربا حتى يصل إلىجبل سلعوطريق من المسجد يخترق منازل بني عدي. بن النجار ويصل إلىقباءجنوبا ومن قباء وجد طريق يتجه شمالا إلىالبقيع. كانت الشوارع قياسية فقد كان عرض الشارع الرئيسي سبعة أذرع. والذي يتفرع منه خمسة أذرع والشارع الأصغر ثلاثة أذرع.
غطيت شوارع المدينة في حينها بالحصى.حين وصلالمهاجرونإلى المدينة وهب لهم الأنصار بعض الأراضي الفارغة ليسكنوا فيها. وقد قسمت الأرض بطريقة قبلية حيث أن كلقبيلةأعطيت أرضا يخططونها كما شاءوا.
وأنشأت هذه نواة لتخطيط المحلات السكنية طوال الفترة الإسلامية حيث أن المحلة نفسها تقتطع لها أرض محددة ويقوم ساكنيها. بتنظيمها كما يرون مناسبا. إلا أن بعض المباني العامة كانت تخطط مركزيا فقد روى جابر بن أسامة قال: لقيت رسول الله بالسوق في أصحابه فسألتهم أين يريد.
فقالوا: اتخذ لقومك مسجدا. فرجعت فإذا قومي فقالوا خط لنا مسجدا وغرز في القبلة خشبة.كانت تنظيم السوق بلا مباني حيث أن الأرض كانت تترك فضاء ويأتي.
التجار ببضائعهم فيستخدمون موقعا يبقى لهم حتى آخر النهار ولكنه ليس محجوزا لهم دوما فقد تركت الأرض مشاعا حتى قيام الدولة.
الأموية.بالإضافة إلى ذلك فقد اهتم الرسول بتوفيرالمرافق العامةحيث أقام الرسول خيمة بالمسجد لأجل التداوي. كما أقيمت دور الضيافة لاستقبال الوفود كان أهمها دارعبد الرحمن بن عوفواتخذت مواضع لقضاء الحاجات تسمى المناصع واختيرت. مواضع للذبح بعيدا عن السكان.
وعين مكاناًلصلاة العيد.في نفس الوقت وبالموازاة مع البناء قام الرسول بإعادة تنظيم المدينة إداريا واجتماعيا حيث أن أول. عمل هو الموآخاة بين المهاجرين والأنصار والذي حقق الكثير من الأهداف أهمها المساعدة على دمج المهاجرين في المجتمع الجديد.
وتقوية الأواصر بينهم وبين الأنصار والتأكيد على أهميةالتكافل الاجتماعي.كان تأثير الرسول على تخطيط المدينة كبيرا جدا.
واستمر هذا التأثير طيلة قرون طويلة حيث أن الكثير من المبادئ التي أعتمد عليها في تخطيط وإدارة المدن الإسلامية منذ ذلك. الحين حتى نهاية القرن التاسع عشر كان يرجع في أساسه إلى هذا النموذج.المدن الإسلامية الجديدةبعد توسعالدولة الإسلاميةفيصدر. الإسلامأسست العديد من المدن أوالقواعد العسكريةالتي تحولت إلى مدن.
أهمها هيالبصرةفي633والكوفةفي638والفسطاطفي642والقيروانفي عام665ميلادي يتشابه تخطيط هذه المدن إلى حد كبير كما يتشابه مع. تخطيط المدينة المنورة مما يظهر تأثيرها على المدن الإسلامية الأولى هذا إضافة للعديد من المدن التي كانت قائمة قبل الإسلام. واخذت الطابع الإسلامي حيث أن الجامع وسط المدينة ومركز الحكم وإدارة الدولة وبيت المال كما كان الحال في مدينةدمشق.وهذا.
النمط الذي اتبع فكان أول ما يبنى في المدينة الإسلاميةالمسجد الجامعويكون في وسطها ويبنى حوله مبنيان رئيسيان همادار. وبجوار المسجد كانت تخصص أرضللسوقتترك فضاء كما في المدينة ولم يكن يسمح بالبناء فيها في حينه. بعد ذلك كانت تخط أراض بينها شوارع رئيسية للقبائل المختلفة ويترك تخطيط هذه الأراضي للقبائل كما هو الحال في المدينة.
في وسط كل من تلك الخطط كانمسجديسمى مسجد الصلوات الخمس. حيث يصلي فيه الناس ويجتمعون يومالجمعةفي المسجد الجامع.كان بناء مساجد الخطط إلزاميا حيث أنه كان لها دور في إدارة المدينة. فقد كان فيه المجلس الذي يجتمع فيه الناس ويحكم بينهم ويعلمون أولادهم فيه وكانت بعض المرافق العامة الخاصة بالخطة ملاصقة أو.
مجاورة لها مثل السوق والحمام والفرن وغيرها. وكانت أوامر وتعليمات الخليفة أو الأمير للقبيلة تصل إلى هذه المساجد أو المجالس.بالإضافة إلى ذلك كان في ذلك المجلس سجل.
بالمقيدين في الجند الرسمي من أهلها. وكان في دار الإمارةديوانيشبه يسجل فيه أسماء أهل القبائل وفي أي خطة هم.أهم ما يميز تلك المدن هو عدم بناء أسوار لها بل. كانت تحصن طبيعيا باختيار موقع جيد وملائم.بدء التغيير – العمران في العصر الأمويأضافالأمويونالكثير من المرافق العامة.
للمدينة وتطور العمران بشكل ملحوظ في العهد الأموي واتضح بالتخطيط السليم للمدن والابنية مثل منشأت الحكم ودور العلم.
والمشافي والشرطة والدواوين ودور العبادة ودوائر الحكم المختصة وغيرها. وكانوا يضعون هذه المرافق إما في المركز مع المرافق الرئيسية أو على طول الشوارع الرئيسية التي تربط الضواحي بمراكز المدن. واتضحت بشكل منظم فيدمشق. كما بنوا القصور المميزة وعرفت القصور الأموية بروعة بنائها ونافست دار الخلافة ودور الإمارة.
أضف إلى ذلك سمح الأمويين للناس بالبناء في الأسواق فلم تعد أرضا فضاء بل أنها أصبحت مبنية والدكاكين ثابتة فيها وكانت. بداية لآنشاء الاسواق الثابتة في العصور الإسلامية اللاحقة وتميز العصر الأموي بطراز من البناء وأسلوب انتشر في كافة البلاد.
وعرف بطراز البناء الأموي.ونظرا للتوسع الكبير في الحضارة الإسلامية في العهد الأموي فإن الطراز الأموي في البناء كان أول. طراز إسلامي حقيقي نظرا لتأثره بالحضارات السابقة وإضافة الأفكار الإسلامية عليها فكان أسلوب العمارة الأموية المتميز.فقه. البنياننتيجة لتطور الدول الإسلامية وتوسع المدن.
ظهر ما يمكن تسميته بفقه البنيان. يهدف هذا المجال إلى تحديد وتنظيم العلاقات بين الناس والسيطرة على البناء وحل المشاكل التي قد تنجم بين الناس.وفقه البنيان. هو مجموعة القواعد الفقهية التي تراكمت بمرور الزمن نتيجة لاحتكاك حركة العمران والمجتمع كلاهما ببعض ونشوء تساؤلات اجاب.
هذه القواعد كان كل منالمجتمعوالسلطةوالمهندسينيحتكمون إليها عند اللزوم. من كتب الفقه التي اهتمت بأحكام البناء كتاب «الإعلان بأحكام البنيان»لابن الراميالمتوفى سنة 734هـ· أول من سجل قواعد فقه.
العمارة من الفقهاءابن عبد الحكمالفقيه المصري المتوفى سنة 214 هـ/829م في كتابه «البنيان».وقد قسم الفقهاء احكام البنايات. إلى أربعة أقسام رئيسية هي:1.
البناء الواجب: مثل بناءالمساجدلتقام فيهاالصلوات. وبناءالحصونوالاربطة للدفاع عن ديار المسلمين.2.
البناء المندوب: كبناءالمنائروالتي تندب للأذان وبناء الاسواق. حيث يحتاج الناس للسلع. ولكي لا يتكلفوا عناء البحث عنها.
فندب الشرع لذلك بناء الاسواق لكي يستقر بها أصحاب السلع. ويسهل للناس شراؤها منهم.3.
البناء المباح: مثل بناء المساكن التي تبنى بهدف الاستغلال.
فمن المعروف ان الشريعة جاءت لحفظ المقاصد الخمس: الدين. النفس المال العرض والنسل والله جعل أسباباً مادية يقوم بها البشر. كي يحققوا تلك المقاصد. ومن هذه الأسباب بناء المساكن والدور ليحفظ فيها الناس انفسهم واموالهم واعراضهم.
وتقوم فيها الأسر.4 البناء المحظور: كبناء دور السكر ودور البغاء والبناء على المقابر وفي أرض الغير.لم تكن العلاقة بين. بل دخلت أيضا في تحديد سلوك الساكنينللعقارات.
وضرورة احترامهم الآداب العامة. وكان من حق الجيران إجبارهم على ذلك.
عن طريقالقضاء وتزخر سجلات المحاكم الشرعية بالعديد من الوقائع التي تؤكد تضامن أهل الخطة أو الحارة ضد المخالفين من. سكانها.اعتمد الفقهاء في تناولهم لأحكام البنيان على بعض الآيات فيالقرآنالكريم وعلىالحديثالشريف وعلى بعض الأعمال العمرانية. التي قام بها الرسول والخلفاء الراشدين وعلىالعرفأخذا عن حديثعبد الله بن مسعود: (ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن).
كما أخذوا عن الحديث: (لا ضرر ولا ضرار).وترتب على مبدأ «لا ضرر ولا ضرار».
و«الأخذ بالعرف» في تقرير أحكام البناء. نشوء مبدأ: «حيازة الضرر». الذي صاغ المدينة الإسلامية صياغة شاملة.
و«حيازة الضرر» تعني أن من سبق في البناء يحوز العديد من المزايا التي يجب على جاره الذي يأتي بعده أن يحترمها. وأن يأخذها في اعتباره عند بنائه مسكنه. وبذلك يصيغ المنزل الأسبق المنزل اللاحق.أثر فقه البنيان والمبادئ المتعبة في إيجاده على تخطيط المدينة فأثر على.
تخطيطالشوارعوحدد درجات الخصوصية في الأماكن العامة وحدد أماكن وضع المباني المعينة فالمباني التي قد تضر الناس كالمصانع. والأفران والتي تؤدي إلى إصدار الضجة كانت تبنى في أماكن بعيدة عن الأحياء والخطط السكنية مثلا.العناصر التصميمية. الرئيسةتتميز المدن الإسلامية في العصور الوسطى وتحديدًا الفترة من القرن 7 وحتى القرن 16 وهي ما عُرفتبالعصر الذهبي.
للإسلامبمجموعة من المبادئ التصميمية المترابطة التي تشكل بنيتها المادية ووظيفتها الاجتماعية. يضع التخطيط الذي يركز على المسجد الهياكل الدينية في قلب التصاميم الحضرية. حيث لا يشيرالمسجدفقط إلى المركز ولكنه يساعد أيضًا في تحديد التسلسل الهرمي للشوارع.
تشير الدراسات إلى أن المدن نُظِّمَت بشبكات واسعة ومنتظمة. والتي تفسح المجال لأزقة سكنية ضيقة. وهو تخطيط يدعم كلًا من مناطق التجمعات العامة والمجالات الخاصة.التخطيط الذي يركز على المسجد: تشغل المساجد مواقع مركزية.
تؤثر على المساحات الحضرية المحيطة. وبجانب المسجد كان يقعمركز المدينةوسوقه. وأحيانًا أُعيد توجيه المدينة كاملة لتواجه القبلة أو على الأقل تجعل اتجاه القبلة بدون ميلان (مثل أن تختلف عنها بدرجة 90.
أو 180 أو 270) إن مسجد قلب المدينة يكون في الغالب هوالمسجد الجامعالكبير.شبكات الشوارع الهرمية: ترتبط الشوارع الرئيسة. مما يحقق توازنًا بين الانفتاح والخصوصية.
كما توجد شبطات منتظمة بشوارع واسعة وساحات كبيرة مفتوحة.أنظمةالتحصين: تؤمن الجدران الدفاعية الدائرية والأبراج والبوابات. الموضوعة استراتيجيًا الحدود المعرضة للخطر.
أشهر مثال على هذا هو الجدار التحصيني الدائري مع تسعة وعشرين برجًا دفاعيًا متباعدًا بالتساوي وثلاث بوابات دخول ذات محور. وهي مدينة إسلامية من العصور الوسطى في شمال المغرب.
وهذه بارزة في حدودالعالم الإسلاميأكثر من داخله.تنظيم المساحات العامة: توفر الساحات والفناءات والحدائق أماكن للأنشطة. الاجتماعية والدينية.تنظيم الوصول والخصوصية: تعكس الفواصل الواضحة بين المناطق العامة والخاصة الأعراف الثقافية.الهياكل. الإدارية: تطورت المراكز الحضرية من نواة قائمة على المسجد ودار الولاية أو الخلافة إلى تكويناتبيروقراطيةأكثر تعقيدًا. التحول من العمليات الحضرية « من الأسفل إلى الأعلى » إلى « من الأعلى إلى الأسفل » في المدن الإسلامية.
مما يشير إلى تغييرات في النهج الإداري للتخطيط الحضري.الميزات البيئية والتقنية: تتكيف أنظمة إدارة المياه المتكاملة. والعناصر البستانية والتصاميم الملائمة للمناخ (مثل الملاقف الهوائية) مع الجفاف الإقليمي والظروف المحلية.المساحات العامة:.
وجود ساحات عامة واسعة ومساحات خضراء لتعزيز الاسترخاء وتقليل التوتر. مع وجود أفنية لتوفير الراحة والجمال البصري. وقد ذُكرَت هذه المساحات في كتاباتالمقريزي.مراعاة الخصوصية: من أبرز سمات المدن الإسلامية هو الفصل الواضح بين المجالات. مع تنظيم الوصول في المستويات الهرمية المختلفة للتجمعات.
والتوازن بين التعرض البصري والخصوصية. ومن أشهر المدن البادي هذا فيها هي فاس والقاهرة.أنظمة إدارة المياه: أنظمة إدارة المياه ودمجها في البنية الاجتماعية للمدن.
وهذا جلي للآن في المدن الإيرانية. وحاجة ضرورية لتشكيل المدينة حسب الماء في المناطق القاحلة لذلك هذه المناطق كانت هذه الأنظمة فيها هي الأبرز.
من أشهر التقنيات المستخدمة في هذا هي القنوات والقنوات الجوفية وأنظمة تجميع المياه.دمج الحدائق: كانت الحدائق من أهم. ميزات العمارة في المنطقة المركزية للمدن وفي ضواحيها. حيث تُدمَج المساحات الخضراء داخل النسيج الحضري. وهو مستوحى من الوصف الإسلامي للجنة والفردوس.التكيف مع المناخ: كان هناك توظيف كبير لعناصر معمارية مثل الأفنية الداخلية.
والملاقف الهوائية والمشربيات والساباط. واستخدام مواد مناسبة مُبردة في المباني. لتوليد تبريد سلبي في المدن.عبر مناطق مثل إيران ومصر والمغرب ودمشق والأندلس وبغداد والقيروان.
تطورت الأشكال الحضرية من شبكات منظمة بسيطة ذات تحصينات أساسية إلى تخطيطات متخصصة معقدة في الفترات اللاحقة. توضح الدراسات أن المخططين سعوا إلى تحقيق توازن بين الاحتياجات العملية والمتطلبات الدينية والثقافية لإنشاء بيئات حضرية. توفر الحماية وتعزز الحياة الاجتماعية.
وأغلب الدراسات الحديثة تركزت في مصر. وخاصةً فيالقاهرةوالفسطاط.مواضيع متعلقةالمصادرعثمان محمد عبد الستار.
محمد عبد الستار (01/01/2011).^المدينة الإسلامية. مكتبة المتنبي ص 6.{{: تحقق من التاريخ في:استشهاد بكتاب}}|تاريخ=(مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)Ennahid, S. (2002) Access regulation in Islamic urbanism: the case of medieval Fès.
The Journal of North African Studies, 7(3), 119–134.^.
وفي الفصل السادس « المدينة العربية الحديثة: قراءة سوسيو-لسانية في أعراض مرض التمدن ». يقدّم إدريس مقبول مقاربة مبتكرة لدراسة تغييرات المدينة العربية التي تُفضي إلى مرض التمدّن. طارحًا أسئلة متعلقة باتصال العمراني بالإنساني في بناء المدينة العربية المعاصرة. وكيفية تجسيد اللساني لهندسة العمراني وتداخلاته وتشوهاته وانحطاطه.
إضافةً إلى سؤال متعلق بإمكان المدينة العربية الحديثة استيعاب تناقضات الإنسان العربي مع المكان والزمان. وإذا ما كان هناك من سبيل لإعادة ترتيب حياتنا المدنية في المدينة العربية؛ من أجل إعادة التوازن.
والإقلاع نحو المستقبل الديمقراطي.إثر ذلك. يتناول الكبير عطوف في الفصل السابع « التمدين والهجرة والتحولات الاجتماعية في تاريخ الدار البيضاء في ظلّ إكراهات الماضي. التغييرات المورفولوجية (التمدين والهجرة والتحولات الاجتماعية) التي شهدتها مدينة الدار البيضاء منذ بدء عصر الحماية. الفرنسية (1912) وصولًا إلى عام 2014.
متوخّيًا إبراز مخلّفات الماضي الاستعماري وإكراهاته في تَمْدين مجال – تقليدي إسلامي أصبح شبه صناعي. والمساهمة في كتابة تاريخ تمدين الدار البيضاء.
بغية صون ذاكرتها.نفايات المدينة وتحولاتهايتناول مهدي مبروك. في الفصل الثامن « نفايات المدينة في سياق انتقال ديمقراطي ». واقعَ المدن التونسية في مرحلة التحول الديمقراطي. وهي التي كانت حاضنةً لجلّ الحوادث التي عاشتها تونس منذ الثورة.